Loading...
Loading...
Loading...
Loading...

كُن صاحب مشروع ريادي ... ليس صاحب فكرة.


إسم الكاتب
د. هبة توفيق
المشاهدات
641 مشاهدة
تاريخ النشر
2022-11-21
التعليقات
1 تعليق

اهتمت الدول منذ عقود بترسيخ مبادئ ريادة الأعمال وتشجيع الأفراد على التوسع في المشاريع الريادية، لأن الريادة عملية تطويرية وتنظيمية وتنسيقية وتوجيهية ومنتجة لخدمات جديدة بالإضافة إلى مورد اقتصادي وتنمية رأس المال الفكري، وبمعنى أكثر شمولية فإنها عملية الإلمام باحتياجات مجتمعاتنا وتقديم منتجات أو خدمات مبتكرة أو خلق أسواق جديدة.

فأصبحت الريادة الأعمال محط اهتمام الجميع من خلال الدورات التدريبية والورش العملية بل وأصبحت تدرس كمساق وتخصصات جامعية، لتنمية التفكير الناقد الإبداعي الابتكاري، والتوسع في إنشاء المشاريع الخاصة ليكون كل فرد في المجتمع منتج ويخدم مجتمعه من خلال تحويل فكرته إلى مشروع على أرض الواقع وتنظيم الجهود لدعم أبناء وطنه بالدرجة الأولى من خلال تعرف احتياجاتهم وتطلعاتهم  وتحمل المخاطر والمبادرات للأعمال الجديدة، فالشخص الريادي طموح مبادر واثق وصاحب رؤية وفكر خلاق أو مبتكر له القدرة على حل المشكلات وإدارة الأزمات واتخاذ القرارات الموجهة نحو أهداف استراتيجية طموحة ومرونة العمل بروح الفريق للتأثير للعمل برغبة لتحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية وجودة وقيمة مضافة وميزة تنافسية، فالشخص الريادي يرغب بالبدء بمشروعه الخاص بدلًا من البقاء كموظف وذلك لطموحه للبدء من الصفر كفرصة لتقديم خدمة وتحقيق أرباح مالية. 

إن الريادة تعني مشروع حر لمتابعة الشغف وتحقيق الحلم وتحقيق القيادة بالحب؛ يحب نفسه ويؤمن بقدراته ويثق بآماله وطموحاته، ويحب مشروع ويبذل قصارى جهده ليكون صاحب مشروع لا مجرد صاحب فكرة، ويحب فريقه ويدعمه ليحقق أهداف المشروع بجودة وتميز، يحب وطنه ففكرة المشروع وجدت لخدمة المجتمع وأبناء وطنه.

 


 إذا كانت فكرتك المبتكرة مرتبطة بشغفك أو هواياتك، فإن ريادة الأعمال تمكنك من إنشاء مهنة، فعقلية الريادة منظومة متكاملة من المهارات والمعتقدات وعمليات التفكير لبناء مشروع جديد مع التمسك بالقيم الأخلاقية. فعقلية الريادي ترتكز على خمس مرتكزات أساسية وهي: 

أولاً: الفضول، إذ أن الريادي لا يكتفي أو يقف عند حد ما؛ إنما آماله وطموحاته سقفها السماء، فدائماً يطمح للتغيير والتطوير والتحسين ومواكبة كل ما هو جديد،  يتساءل عن كل شيء، ويتعلم كل ما في وسعه، وهو منفتح على الأفكار الجديدة ويكسب فريقه المهارات والخبرات والمعارف من خلال التدريب المستمر.

ثانيًا: الاستقلالية، يبني خطة استراتيجية برؤية ورسالة وأهداف وقيم، ولكن هذه الخطة مرنة يقيمها بشكل مستمر ليرسم طريق نجاح دقيقة لتحويل الفكرة إلى مشروع ريادي ناجح مع القدرة على التخطيط الناجح للخطوة القادمة بثقة واستقلالية دون تدخل أو تأثير.

ثالثًا: الإقناع، قوة التأثير بالفريق وإقناعهم وتنمية قدراتهم، ويقنع المستفيدين من المشروع بالخدمات أو المنتج الذي يقدمها. 

رابعًا: المرونة، فالريادي يتحمل ضغوط العمل ويتقبل النجاح والفشل يتعلم من أخطائه فيتقدم؛ ويعزز نقاط القوة في مشروعه بقيمة مضافة وميزة تنافسية، يعالج نقاط الضعف ويحل المشكلات، يستثمر الفرص لتنمية المشروع والفريق، ويتجاوز التحديات بأقل الخسائر فكل محنة يحولها لمنحة وخبرة. 

خامسًا: مسؤولية مجتمعية، فيسعى دومًا لخدمة الآخرين وتقديم الخدمات وخلق روح إيجابية ورفع المعنويات وتحفيز الآخرين والمساعدة على حل المشكلات. 

ينظر للريادة والإبداع أنه شيء فطري وموروث، والحقيقة أن كل شخص بإمكانه أن يكون رياديًا إذا آمن بقدراته وطورها ودربها فهي مهارة مكتسبة بالسعي والعمل الجاد الدؤوب، فإذا أردت أن تكون صاحب مشروع فعليك أن تؤمن بفكرتك وصياغتها كمنتج أو خدمة أو عملية أو تقنية جديدة والاستفادة من الخبرات الناجحة والمختصين والمستشارين لتطوير وتحويل الفكرة إلى منتج، والبحث عن مصادر تمويل كافية لدعم وتطوير الفكرة لدرجة أنها ليست مجرد مشروع بل تتطلع إلى ريادة محليًا ووطنيًا وعالميًا، من خلال بناء المشروع  بناء على تقدير احتياجات وأولويات المجتمع وسوق العمل فهو صميم الريادة ونجاح الأعمال. 

ختامًا، عند البدء بمشروعك ركز على اهتماماتك من شغفك وهواياتك وأفكارك الإبداعية الابتكارية "كُن أنت" لا تقلد أو تكن روتينيًا، نمِّ مهاراتك ومعارفك وخبراتك من خلال تعليم مستمر ومواكبة المستجدات فمن لا يتقدم يتقادم، طور خدماتك حسب احتياجات سوق العمل فلا ثابت في عصرنا إلا التغيير، واجه التحديات ولا تتهرب منها فهي خبرة ودرس واستفد من خبرات الآخرين وشارك نجاحاتك وقيم مشروعك باستمرار، فالالتزام والمثابرة والقدرة على التكيف للتغلب على الصعاب.

 

  "هذه المقالة تدعم أهداف مبادرة "ض"؛ إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد."
 



التعليقات


  
د. انس عضيبات
2023-01-21
  

طرح مميز وابداع دكتوره كل أمنيات التوفيق والنجاح يارب








إقرأ ايضا هذه المقالات


ما هو التدريس التأملي؟

ما هو التدريس التأملي؟ التدريس التأملي هو عملية تحسين آليات وممارسات التعليم بش...

قراءة المزيد
وليد محمد مرسال
592
2
لماذا يشعر أطفالنا بالملل في ا...

  إن صياغة إجابات مقنعة عن سؤال لماذا يشعر أطفالنا بالملل في المدرسة تبدو صعبة ...

قراءة المزيد
كاريمان أنور محمود
341
0
مخاطر الألعاب الإلكترونية على...

إن النمو المُتزايد لصناعة وتجارة الألعاب الإلكترونية والذي جاوزت أرباحه حدود الـ ...

قراءة المزيد
كارمان أنور
616
1
التهيئة المجتمعية في تقبل أشخ...

تأتي حاجة الإنسان إلى القبول الاجتماعي بمثابة قوّة كبيرة تحركه في كافة تصرفاته، ك...

قراءة المزيد
الدكتورة سلام عاشور
200
0


نشرتنا الإخبارية

اشترك في نشرتنا الإخبارية للإطلاع على آخر المستجدات المتعلقة بخدماتنا ومنتجاتنا

خطوات بسيطة تفصلك عن الإشتراك