المقدمة
في ظل الثورة التكنولوجية والمعرفية الهائلة، التي يشهدها العالم اليوم، أصبح لزاما على صانعي القرار في المؤسسات التعليمية البحث عن طرق جديدة تسهم في تطوير وتجويد العملية التعليمية والتعلمية بالاستناد إلى منهجية علمية تعتمد على الابتكار والإبداع من خلال إعادة تصميم البيئات التعليمية بما يسهل ويحسن عملية التعلم والتعليم عن طريق توظيف تكنولوجيا المعلومات.
ولعل هذا التطور الهائل هو أحد الأسباب الموجبة لتبني أسلوب الريادة في هذه المؤسسات كأسلوب تطويري أثبت نجاحه، حيث أن المؤسسات التعليمية التي طبقت الريادة يكون لها القدرة على تصميم وإنتاج وتسويق خدمات تعليمية ذات جودة عالية وبالتالي تحقيق ميزة تنافسية لمخرجاتها البشرية.
الريادة والتعليم
يعد قطاع التعليم في الأردن من أهم القطاعات الحيوية فهو يختص بإعداد الموارد البشرية المؤهلة والمجهزة لسوق العمل، حيث يرتكز البناء المعرفي المتكامل للطالب على تزويده بالمهارات والأنماط التفكيرية والخبرات العملية التي تؤهله لسوق العمل، وهو ما ركز عليه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في الورقة النقاشية السابعة الصادرة بتاريخ 15/4/2017، والتي كانت بعنوان “بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة“، أكد جلالته على ارتباط صنع التغيير المنشود بمناهج دراسية تفتح أَمام الطلبة أبواب التفكير العميق والناقد؛ وتشجعهم على طرح الأسئلة، وتُعَلِمَهم أَدب الاختلاف، وثقافة التنوع والحوار؛ وتُقَرِّب منهم أساليب التعبير، وتنمّي فيهم ملكة النظر والتدبر والتحليل، وتمكنهم من إتقان لغات عالمية أساسية، وامتلاك مهارات التواصل مع الآخرين ومبادئ العمل المهنية، والقدرة على التحليل والتفكير. وقد ربط جلالته ذلك بتحول مدارسنا ومعاهدنا المهنية وجامعاتنا إلى مصانع للعقول المفكرة، والأيدي العاملة الماهرة، والطاقات المنتجة. والقراءة الصحيحة للرسالة الملكية الواردة تؤكد أن تبني أسلوب الريادة في العملية التعليمية هو الطريقة الأنجح لتحقيقها.
ترسيخ ثقافة الريادة في التعليم
تسعى الدول للتنمية المستدامة التي يقودها الإبداع والابتكار والريادة بالعمل على إصلاح أنظمتها التعليمية من خلال تحسين المناهج الدراسية ودمج التعليم الريادي في جميع المباحث والمراحل التعليمية، وتدريب المعلمين على تطبيق الاستراتيجيات التي تنمي التفكير الريادي. بالإضافة إلى توفير البنية التحتية اللازمة لذلك، وبمشاركة المجتمع المحلي.
تعتبر المناهج الدراسية من أهم أدوات المؤسسة التعليمية والتي من خلالها تحقق رؤيتها ورسالتها في إعداد الفرد كمورد بشري مؤهل للحياة وفاعل في مجتمعه من خلال تنمية مهارات القرن الحادي والعشرين. والتركيز على المفاهيم والقيم المتعلقة بالعمل المهني وترسيخ مفهوم الإبداع والابتكار وريادة الأعمال مما يساعده على فهم قدراته واختيار المهنة المناسبة له. الأمر الذي يساهم في إيجاد فرص عمل جديدة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، وتحسين نوعية الحياة وتوفير مصادر دخل مستدامة مما ينعكس إيجابيا على تحسين الأداء الاقتصادي بشكل عام وبالتالي زيادة الناتج المحلي الإجمالي.
التوصيات
"هذه المقالة تدعم أهداف مبادرة "ض"؛ إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد."
ما هو التدريس التأملي؟ التدريس التأملي هو عملية تحسين آليات وممارسات التعليم بش...
قراءة المزيدإن صياغة إجابات مقنعة عن سؤال لماذا يشعر أطفالنا بالملل في المدرسة تبدو صعبة ...
قراءة المزيدإن النمو المُتزايد لصناعة وتجارة الألعاب الإلكترونية والذي جاوزت أرباحه حدود الـ ...
قراءة المزيدتأتي حاجة الإنسان إلى القبول الاجتماعي بمثابة قوّة كبيرة تحركه في كافة تصرفاته، ك...
قراءة المزيد